اربعة وعشرون عاماً مضت على الحرب السوفييتية في افغانستان، تعيد نفسها اليوم بمعطيات متشابهة ولكن على أرض اقرب الينا.

معسكر شرقي مثّله الاتحاد السوفيتي سابقاً ويمثله حالياً حزب البعث السوري، وعداء أمريكي لم يتغير من يومها حتى الان لكل من النظامين.

تتصاعد الاحداث في سورية كما تصاعدت بالحرب السوفيتيه، فتوجه "المجاهدين" اليها من جميع أقطاب العالم بلا عدّة ولا عتاد واعتمادهم على الغنائم كان هناك وصار هنا في بداية الحرب.

 تدفق اللاجئين الذي كان قبل عقدين الى الباكستان وايران، وأوضاع المخيمات السيئة والنوم فوق الثلوج شتاءً ووسط الصحراء صيفاً لا تختلف في عهدنا عن مشاهد مخيم الزعتري أو المخيمات التركية.

الدعم العسكري الذي قدّم لاحقاً للمقاتلين الاسلاميين وكان سببه محاولة إنهاء الازمة دون تدخل مباشر للولايات المتحدة الامريكية هو ما يحصل بسوريا حالاً.

لكن ما يختلف بيومنا هذا هو أن مقاتلي جبهة النصرة جعلت من أفغانستان وحرب العراق بعدها مراحل للتعلم والاستفادة من الاخطاء، فيما تستمر أمريكا بالتفكير بالنهج ذاته فإذا احتاج إسقاط نظام طالبان نقل جيشها الى افغانستان عام 2001 فأتصور بأنها بحاجة لخطة أحدث لمواجهة جبهة النصرة التي تعد اليوم أقوى فصيل مقاتل في سورية.

أربعة وعشرون عاماً لم تتغير بها المعطيات كثيراً، ولكن هل تعلّمنا من التاريخ؟؟